في عيدهم الـ 58.. الفلاحون .. القاعدة الصلبة والسواعد السمر التي تبني الوطن
بقلم : أحمد صالح إبراهيم رئيس الاتحاد العام للفلاحين
يحيي فلاحو الوطن هذه الأيام الذكرى الثامنة والخمسين لعيدهم ، وهم أكثر تصميمياً على المساهمة في بناء الوطن وإعلاء بنيانه.
فرغم الظروف الصعبة التي تعرضوا لها طيلة السنوات الماضية ، والحصار الجائر والإرهاب ، ظلوا متمسكين بأرضهم مصرين على العمل والإنتاج بالتوازي مع محاربتهم ومواجهتهم لقوى الإرهاب التكفيري . ليبقى الوطن عزيزاً صامداً سيداً حراً مستقراً خلف قيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد الحكيمة والشجاعة.
وتأتي أهمية عيد الفلاحين باعتباره جاء تقديراً لكفاح طويل ومرير للإخوة الفلاحين على مدى عقود من الزمن ، ومسيرة شاقة خاضوها ضد نظام الإقطاع والاستغلال وقدموا من خلالها التضحيات الجسام حتى جاءت ثورة الثامن من آذار ومن بعدها الحركة التصحيحية المجيدة حيث نال الفلاح حريته وحصل على كل حقوقه ما أدى إلى ازدهار القطاع الزراعي وبناء اقتصادي وطني متين . لتأتي بعدها مسيرة التطوير والتحديث التي قادها السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي اعتبر الفلاحين بوصلة الدلالة على عافية الوطن وصحته حين قال ” عندما يكون الفلاح بخير ، يكون الوطن بخير ” . الأمر الذي جعل سورية الأولى في المنطقة في مجال تحقيق الأمن الغذائي ، ووفر فائضاً إنتاجياً لمختلف المحاصيل الزراعية . وكل ذلك لم يكن ليتحقق لولا صدق الولاء والانتماء والوفاء من قبل جماهير الفلاحين لوطنهم الذين لم يبخلوا عليه بالدم أو العرق فجعلوه بجهودهم آية في الخير والعطاء .
ومع استمرار معركة الوجود والهوية يقف الفلاح في خندق المواجهة الأول حاملاً بندقيته بيد ومعوله بيده الأخرى مسانداً أخوته في الجيش العربي السوري ، ومشاركاً في صنع ملحمة الانتصار ، وزارعاً لمقومات الصمود والتصدي ، وحاصداً لسنابل النصر القريب ، ومتابعاً تقدمه وصموده مع باقي فئات الشعب الصامد نحو ميادين الشرف والانتصار على امتداد الجغرافية السورية .
إن صمود الفلاحين بأرضهم خلال سنوات الأزمة وتلبية احتياجات المواطنين من المنتجات الزراعية دليل على إيمانهم بأرضهم وتمسكهم بها ، فرغم الصعوبات التي واجهتهم خلال الحرب الإرهابية على سورية لم يفقد أي منتج زراعي في الأسواق ، واستمر العمل في تنفيذ المشاريع التنموية التي تنعكس إيجاباً على هذا القطاع وذلك بفضل ثقتهم بتنظيمهم الفلاحي وإيمانهم المطلق بالقيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد .
واليوم وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جمعياً نجدد العهد والوعد لوطننا أن نصونه ونفتديه بأرواحنا ، كما نعاهد حزبنا العظيم ، حزب البعث العربي الاشتراكي أن يظل الفلاحون قاعدته الصلبة وجنوده الشجعان . كما نعلن إيماننا بالقيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية ونعاهده أن نمضي معه على درب العمل والبناء والنصر المؤزر وإعادة الأعمار ، وأن نكون القلعة المنيعة التي تتهاوى مؤامرات الكون على أعتابها ، والسواعد السمر التي تبني الوطن وترفع بنيانه وتزرع الخير ليظل العلم السوري يرفرف في سماء الوطن عزة وفخاراً .