في ذكراها الـ 53 مازالت نتائج التصحيح حاضرة ومستمرة

بقلم: أحمد صالح إبراهيم
رئيس الاتحاد العام للفلاحين
تأتي الذكرى الثالثة والخمسين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة والشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع عدوان في التاريخ البشري من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي الحاقد، أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف من الفلسطينيين أغلبهم من الأطفال والنساء، وذلك بدعم سافر وصريح من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية بهدف إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الشرعيين. ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية ولكل ما يمت بصلة لأدنى مقومات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ويأتي العدوان الإسرائيلي على غزة استكمالاً للحرب الإرهابية على سورية التي تعد فلسطين بوصلتها وقضيتها المركزية. فكل ما شهدناه ونشهده اليوم على مدى أكثر من 13 عاماً من حروب وحصارات جائرة فرضتها قوى الشر والإرهاب بحق شعبنا السوري الأبي ما هي إلا نتيجة لتمسك سورية بمواقفنا المبدئية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. وذلك في الوقت الذي تأتي فيه إنجازات الجيش العربي السوري انعكاساً لمسيرة سنين طويلة من العمل الجاد حتى استطاع تحقيق الانتصارات الكبيرة على قوى الغدر والشر والعدوان، وحرر غالبية المناطق التي سيطرت عليها بفضل قيادة وحكمة وشجاعة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد. فسورية التي أفشلت بصمودها وعزيمتها كل المخططات المشبوهة، تحقق الآن انتصارات مؤزرة لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر.
لقد أتاحت الحركة التصحيحية لسورية استعادة دورها التاريخي الريادي في مواجهة المؤامرات الأميركية والصهيونية وإفشالها. وشكلت صفحة من صفحات المجد في تاريخ أمتنا العربية الحديث، وانطلاقة نحو مستقبل التقدم والازدهار الذي تظلله راية العزة والكرامة، وبداية مرحلة نوعية لنقلة جديدة بعد أن صححت اتجاه البوصلة للمشروع الوطني والقومي لسورية العروبة والوطن العربي من محيطه إلى خليجه.
ومحلياً شكلت الحركة التصحيحية مفصلاً مهماً ونقلة نوعية عميقة الأثر في تاريخ سورية المعاصر تميزت بثراء عطاءاتها وإنجازاتها وغنى أعمالها على الأصعدة كافة. ومازالت نتائج التصحيح حاضرة ومستمرة, فما أحدثته الحركة التصحيحية من تغييرات وإنجازات كان من أهمها حرب تشرين التحريرية، وتأسيس الجبهة الوطنية التقدمية، وترسيخ النظام الديمقراطي والعمل المؤسساتي، ورفع مستوى الوعي الاجتماعي والوطني أسهم في جعل سورية رقماً صعباً في المنطقة والعالم بأسره. ورسم أسس قيام نهضة شاملة، حققت قفزات واسعة وأرست قواعد التعددية الاقتصادية، وسمحت بدخول جميع القوى الفاعلة معترك الحياة السياسية وفق معيار تشاركي وطني في تحمل المسؤولية من أجل بناء سورية الحديثة وفق مفاهيم وأطر جديدة.
ختاماً نقول: إن استمرار العمل والسير على نهج التصحيح خلف قيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد يشكل ضرورة وطنية وقومية ملحة وخاصة في المرحلة الراهنة لتعزيز مسيرة التطوير والتحديث وإعادة الأعمار. وذلك امتداداً للحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد وتطويراً لمسارها في مختلف المجالات.
وبمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة يجدد فلاحو الوطن وقوفهم خلف القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد مؤكدين تمسكهم بالسيادة الوطنية. ومشيرين إلى أهمية التمسك بخيار التصحيح ومواصلة النهج لتطوير المجتمع وتلبية حاجاته.
تحية الإكبار والإجلال للجيش العربي السوري ولأرواح شهداء الوطن الأطهار.
تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهداء فلسطين المحتلة.
تحية لأبطال وشهداء عملية طوفان الأقصى الذين يخوضون أعتى المعارك البطولية ضد الكيان الصهيوني المحتل دفاعاً عن أرضهم وعزتهم وكرامتهم.

جديد النشاطات