تربية دودة القز مشروع واعد في ظل الأزمة الاقتصادية.. رستم: استيراد بيوض سلالتين ذات إنتاج بجودة عالية

حسن نصر- نضال الفلاحين

في ظل تراجع زراعة التوت واختفاء السلالات المحلية، شهدت سورية في السنوات الأخيرة انحساراً في تربية دودة القز، تلك المهنة التراثية التي كانت يوماً جزءاً من الهوية الاقتصادية والثقافية. لكن اليوم، يتجدد الاهتمام بإحياء هذه الصناعة كحل اقتصادي اقتصادي ذكي، خاصةً للأسر الريفية.

مشروع مجدٍ

ترى رئيسة دائرة النحل والحرير في وزارة الزراعة، المهندسة إيمان رستم، أن تربية دودة القز تمثل مشروعا منزليا قليل التكلفة، لا يحتاج إلى رأس مال كبير، كما أنها مصدر دخلٍ مستدام للأسر في المناطق الريفية، فضلاً عن إحياءً لصناعة النسيج السوري المعروف بجودته، وتعزيزاً للحرف التراثية.

وأشارت رستم إلى أن وزارة الزراعة تحاول دعم هذه الصناعة بعدد من السبل، حيث استوردت بيوض سلالتين لدودة القز من دولة الهند إحداهما ذات حرير أبيض، والأخرى ذات حرير أصفر. يتميز كلاهما بإنتاج حرير ذي جودة عالية، كما تتوافق في تربيتها مع طبيعة ومناخ البيئة المحلية،

وأوضحت المهندسة أن الوزارة وضعت خطة عمل تنفيذية، تتضمن التوسّع في زراعة أصناف التوت الملاءمة للتربية، وزيادة أعداد المربين، وتأهيل جميع الراغبين بالتربية فنياً من خلال تنفيذ الدورات التدريبية وتزويدهم بمختلف النصائح والإرشادات التي تضمن الأساليب الصحيحة والحديثة بالتربية، حيث تجري حالياً دراسة تقديم دعم مالي مناسب للمربين بآلية صحيحة تضمن استمرار التربية وتشجيع المربين. مبينة أن هذه الخطوات تأتي متابعة نُفذ خلال الموسم السابق ولضمان نجاح التربية واستمراريتها في الموسم القادمة.

دعم وتسهيلات

وحول التسهيلات التي ستقدّم للمربين، لفتت المهندسة رستم إلى وجود تنسيق مع بعض الجهات الراغبة في الحصول على الشرانق، كما تجري حالياً دراسة إمكانية تقديم الدعم المادي المناسب للمربين، وإنتاج وزراعة أصناف التوت المناسبة للتربية في الأماكن المناسبة للمربين، والمتابعة الفنية للمربين وتنفيذ الجولات والدورات وكلّ الإرشادات لإتباع الأساليب الصحيحة في التربية.

وأفادت بأن تربية دودة القز تتمركز بعدة محافظات مثل اللاذقية- طرطوس- حماة- حمص.

وتعد هذه الصناعة مثل الصناعات الأخرى تواجه عددا من الصعوبات التي تحد من انتشارها وتوسعها في المنطقة، ووفقاً لرستم فإنه لا بد من ضرورة نشر التقنيات والأساليب الحديثة، وإيجاد السوق الخارجية المهتمة بصناعة الحرير، وربط مخرجات عملية التربية بمدخلات صناعات أخرى (طبية- تجميلية). لرقد هذا القطاع بقيمة اقتصادية أكبر.

لذا فإن تربية دودة القز استثمارٌ ذكي في ظل الأزمات، يخلق فرص عمل، مما يجعله نموذجاً للتنمية المستدامة التي تبدأ من المنزل الريفي وتصل إلى الأسواق العالمية.  ولكن هل يصبح قريباً “الحرير السوري” علامةً تجاريةً عالمية؟

جديد النشاطات