عيد الشهداء .. رمز للتضحية والفداء بقلم: أحمد صالح إبراهيم رئيس الاتحاد العام للفلاحين
نحتفي هذه الأيام بذكرى عيد الشهداء.. شهداء السادس من أيار لعام 1916، هذا العيد الذي يعتبر بحق رمز للتضحية والفداء والدفاع عن تراب الوطن ونقلة مضيئة في التاريخ المعاصر، حيث سطر المناضلون في وجه الاحتلال العثماني الغاشم آنذاك أروع صفحات المجد والبطولة، ووقفوا ثابتين بشموخ وكبرياء في تحد بطولي لجلاديهم قل نظيره، وقدموا أرواحهم الطاهرة قرباناً على مذبح الحرية والكرامة والاستقلال.
هذه الذكرى تجددت مع من قدموا أرواحهم رخيصة في حرب تشرين التحريرية وفي لبنان وفلسطين، وصولاً إلى تضحيات رجال الجيش العربي السوري الذين يوقدون مشاعل النصر بدماء الشهداء وهم يقارعون الإرهاب الذي حاول النيل من سورية منذ أكثر من 13 عاماً. مع شهداء الواجب الوطني الذين قدموا لنا أروع الأمثلة في أرقى المعاني الوطنية وهبوا دون تردد نحو ساحات البطولة ملبين نداء الواجب بكل رجولة معبرين عن حبهم لوطنهم بأرواحهم ودمائهم مسارعين لنصرة قيم الحق والوئام وإرساء دعائم الاستقرار والسلام تحت راية الوطن الخفاقة عزة وشموخاً في علياء سمائه. فأبناء الوطن تلقفوا رسالة الآباء والأجداد وحملوا الأمانة بكل شرف وإخلاص وقدموا قوافل الشهداء، مؤكدين صدق محبتهم لوطنهم وعمق انتمائهم لترابه وقوة إرادتهم في مواجهة الظلم والعدوان وتصميمهم الأكيد على التمسك بالثوابت والمبادئ مهما اشتدت الخطوب وعظمت الملمات.
وفي الذكرى الثامنة بعد المائة لارتقاء شهداء السادس من أيار، ما تزال قيم الشهادة ومعانيها تحتل مكاناً واسعاً في قلوب أبناء الوطن، الذين ما بخلوا يوماً بأبنائهم وبأنفسهم، وما تزال ملحمة ارتقاء الشهداء من القادة الوطنيين والمفكرين والمثقفين الغيارى من القادة المقاومين للاحتلال العثماني ماثلة في ضمائرهم يتناقلون معاني الشهادة من جيل إلى جيل. فعيد الشهداء مناسبة للتمسك بالأرض والمبادئ والسيادة وحمايتها مهما بلغت التحديات فهي السبيل لردع العدوان وتحرير الأرض كاملة بهمة رجال الجيش العربي السوري الذين رسموا بدمائهم الزكية ملامح انتصارنا الكبير. فسورية التي قدمت على مدى عقود طويلة القافلة تلو الأخرى من الشهداء تدرك المعاني السامية التي جبلت بها الشهادة وتعرف أنها أكبر من الكلمات فهي قيمة القيم وذمة الذمم ورمز النقاء والارتقاء إلى مراتب الخلود الأبدي.
إن الاحتفال بعيد الشهداء اليوم تأكيد جديد من أبناء الوطن على مواصلة طريق النضال والتضحية الذي خطه الآباء والأجداد بدمائهم الزكية الطاهرة وحافزاً للمضي قدماً في مواجهة كل الظروف والأزمات مهما كانت التضحيات ليبقى الوطن عزيزاً شامخاً منتصراً. ومع إشراقة شمس السادس من أيار يستظل السوريون بفيء شجرة مثمرة عظيمة غرست جذورها عميقا بأرض الوطن وسقتها ورعتها بطولات بواسل الجيش العربي السوري وتضحيات الشهداء وهم اليوم يقطفون ثمارها أمناً وأماناً واستقراراً في معظم أنحاء الوطن .وستبقى ذكرى شهداء السادس من أيار وقادة تنير طريق الأحرار والمناضلين للأجيال على مر الأيام وحافزاً لمزيد من البذل والتضحية دفاعاً عن عزة الوطن وكرامته بصمود أبناء الشعب السوري الأبي وبطولات رجال جيشه البواسل بقيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
تحية إجلال وإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار “أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر” ، وشهداء معارك الاستقلال والعروبة والبناء والتي كانت دماؤهم الطاهرة عبر تاريخ أمتنا المجيد رافعة لتحقيق النصر على الأعداء، فاليرموك كانت للروم درساً قاسياً، وذي قار عبرة، وتشرين التحرير ملحمة كتبت عزة العرب بأحرف من نور في سفر التاريخ.
تحية إلى أبطال الجيش العربي السوري البطل الذين كرسوا قيم الشهادة والشهداء من خلال تصديهم الأسطوري لقوى الشر والعدوان والإرهاب الذي أعطى أنموذجا يحتذى بالتضحية والفداء دفاعاً عن كرامة الوطن وعزته إلى جانب أبناء الشعب الصامد ليؤكدوا للعالم أن الشعب العربي السوري لن يركع ولن يساوم حتى يحرر آخر ذرة من ثرى أرض الوطن الطاهرة في ظل قيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.