الزراعة الاستوائية تحديات جديدة وأسواق خجولة
خبراء: منتجاتها تغطي تكاليف الإنتاج منذ العام الأول.. الأسواق المحلية غير قادرة على تصريف كامل الإنتاج
خاص #نضال_الفلاحين – #حسن_نصر
تستمر زراعة الفواكه الاستوائية بإثبات نفسها على الساحة الزراعية في سورية كنوع يستحق أن تولي الحكومة اهتماما خاصاً بها فـ #الدراكون، و #القشطة، و #المانجو، و #أفوكادو، و #شوكولا_سوداء، و #سابوتا، و #موز، و #كيوي، و #عنب_برازيلي، وغيرها من الاشجار الفريدة التي سارع الفلاحون في المنطقة الساحلية نحو زراعتها لما لها من قيمة اقتصادية عالية مقارنة بالفواكه المحلية.
فاكهة اقتصادية بامتياز
مستشار الزراعات الاستوائية ورئيس جمعية منتجي الفواكه الاستوائية في سورية نادر صالح يصف هذا النوع من الفواكه بأنها “ممتازة” مقارنة مع الفواكه المحلية. ويعزو صالح تفوقها الاقتصادي إلى ان منتجاتها تغطي تكاليف الإنتاج منذ العام الأول لزراعتها، مضيفاً انها تحقق أرباحاً مضاعفة اذا تم الاعتناء بها بالشكل المناسب.
وبدوره المهندس سامر محمد (صاحب مزرعة استوائية) يشير إلى أن قلة تكاليف مرحلة ما بعد الزراعة “اسمدة ومبيدات” يجعل المنتجات الاستوائية تحقق ربحاً للفلاح مقارنة بالفواكه المحلية.
اسواق محلية خجولة
على الرغم من الإنتاج الجيد لهذه الزراعة الا ان الاسواق المحلية غير قادرة على استيعاب كامل الإنتاج وخاصة في وقت الذروة، حيث يشير مستشار الزراعة الاستوائية الى ان حوالي 60% من المنتجات تطرح في الاسواق والباقي يصدر الى دول الجوار عبر التجار.
وبذات السياق، يؤكد المهندس محمد أنه لا يمكن الاعتماد على الأسواق المحلية فقط لتصريف المنتجات رغم الاقبال عليها.
تجار أم سماسرة؟
يستعين منتج الفواكه الاستوائية لتصريف منتجاته بالتجار لعدم قدرته على المواءمة بين الاعتناء بغابته الاستوائية والبحث عن اسواق للمنتجات، ولكنه يبقى صيد ثمين للتاجر، حيث يرى المهندس محمد أن التاجر هو المستفيد الأكبر من عملية الانتاج اما الفلاح فيكون هامش ربحه قليل رغم العائدات العالية.
وبحسب محمد فإنه على الرغم من تصدير المنتجات الى دول الجوار وارتفاع قيمتها الا ان الفلاح لن يكون الرابح الاكبر لان التاجر هو من يسوق هذه المنتجات.
صعوبات محدودة
في الوقت الذي تواجه المحاصيل الزراعية كافة عدد لا متناه من الصعوبات، يرى مستشار الزراعة الاستوائية ان هذه الزراعة تعد من اسهل الزراعات مقارنة بغيرها وانها تحتاج الى الاهتمام والرعاية فقط، منوهاً الى ان اكثر الصعوبات هي تصدير المنتجات وايجاد سوق مناسب لها.
المهندس سامر يبين ان الزراعة الاستوائية تواجه عدد من المعوقات كارتفاع مستلزمات الانتاج خاصة (الاسمدة والبيوت البلاستيكة) وقلة المحروقات ما يزيد عائق جديد وهو ري المحاصيل كونها نباتات “محبة للمياه”، مشيرا إلى أن وقت ذروة الإنتاج يواجه الفلاح تصريف المحصول.
توجه زراعي
تستقطب الزراعات الاستوائية اليوم عدداً كبيرا من سكان المنطقة الساحلية لما لها مناخ من مناسب لهذه الزراعة، ويرى مستشار الزراعة الاستوائية ان اكثر من 60% من سكان هذه المنطقة يتوجهون لها.
وبدوره المهندس سامر يعزو هذه التوجه الكبير نحو الزراعات الاستوائية لانخفاض تكاليف الانتاج مقارنة مع الزراعات الخضرية فضلا عن اسعارها التي تسجل ارقام افضل.
مطالب محقة
يطالب منتجو الزراعات الاستوائية الحكومة والجهات المعنية بالشأن الزراعي والاقتصادي إيلاء هذه الزراعة اهتمام خاص لما لها من فوائد تعود على الاقتصاد والفلاح، ويشدد صالح على ضرورة التوعية الحكومية لهذه الزراعات وخاصة ان التوجه نحوها بشكل فردي دون تشجيع حكومي، بينما المهندس سامر يشير إلى دور هذه المنتجات في تامين القطع الاجنبي.
منتجات مجهولة
يجهل غالبية الشارع السوري اي معلومات عن هذه الزراعات ومنتجاتها لدرجة ان البعض يرفض تجربتها او المغامرة بشرائها، فهديل تمتنع عن شراء منتجاتها مبررة انها “غير مضطرة” لتجربة فواكه غير مألوفة وأسعارها مرتفعة جداً، ومحمد يشاركها الرأي ويضيف ان هذه المنتجات تبقى حكراً لطبقات محددة في حين انه من النادر لنجد مثل هذه المنتجات في الاسواق الشعبية. بينما رولا توافق على تجربة هذه المنتجات او شرائها لانها شاهدت عددا من الفيديوهات حولها على السوشال ميديا.
على الرغم من الخصائص والميزات التي تمتلكها الزراعات الاستوائية إلا أنها ماتزال بحاجة إلى الوقت والدعم والتوعية لتصبح من الزراعات المعروفة في سورية.