الجلاء شعلة لم تنطفئ بقلم: أحمد صالح إبراهيم رئيس الاتحاد العام للفلاحين

 

 

نعيش هذه الأيام الذكرى الثامنة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، والذي شكل قاعدة صلبة في النضال ضد المستعمرين فكان طرد آخر جندي فرنسي محتل عن أرض سورية شعلة لم تنطفئ، وازدادت توهجاً مع كل محاولة للنيل من عزة واستقلال الوطن، فذكرى الجلاء العظيم سيظل مدرسة للأجيال نتعلم منها حب الأرض والاستعداد للتضحية لحمايتها والدفاع عنها.

إن جلاء المحتل الفرنسي عن أرض الوطن هو نتيجة حتمية لمقاومة الشعب السوري الحافلة بالبطولات والتضحيات، ورسوخ الانتماء إلى الأرض والوطن  والوحدة الوطنية التي تجلت في أبهى صورها والتي طرزها السوريون على صفحات المجد التي امتدت بوسع جغرافيا الوطن رغم محاولات الاستعمار الفرنسي زرع الفتنة والفرقة والانقسام .لكن الرد جاء بأيادي السوريين وعزيمتهم لإنجاز ملحمة الاستقلال التي كتب فصولها وأخرجها ونفذها المجاهدون بقيادة الشيخ صالح العلى وإبراهيم هنانو وحسن الخراط ومحمد العياش وغيرهم وصولاً إلى الثورة السورية الكبرى عام 1925 التي قادها سلطان باشا الأطرش والتي عمت مختلف المدن والمناطق السورية من شمالها إلى جنوبها.

إن كفاح أبناء الوطن لم يتوقف عند التصدي للاستعمار القديم بل استمر في مواجهة الاستعمار الحديث بأشكاله المختلفة كالهيمنة والتسلط وفرض التبعية والحصار الاقتصادي. حيث يخوضون معارك عنيفة ضد الإرهاب التكفيري  الذب بات قاب قوسين أو أدنى من الأفول عن أرضنا بفضل بطولات الجيش العربي السوري أحفاد صانعي الجلاء وحاملي راية الوطن خلال تصديهم للحرب الإرهابية التي تقودها دول الاستعمار الغربي الجديد وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية. فالسوريون الذين يحملون في وجدانهم معاني الجلاء ويحدثون أبناءهم عن عظيم تضحيات الأجداد يصمدون اليوم في وجه الإرهاب وصانعيه وأدواته من المرتزقة ويستندون في ذلك إلى قاعدة صلبة من الصبر والعمل والإرادة استمدوا دلالاتها ومعانيها من تاريخ مجيد يكتنز الكثير من مواقف العزة فرضتها سلسلة لا تنتهي من البطولات والتضحيات التي قدمها بواسل جيشنا المغاوير وما زالوا يقدمونها في معارك الشرف والبطولة.  فالقوى الاستعمارية الغربية التي دحرت بالأمس بفضل مقاومة آبائنا وأجدادنا، نراها اليوم تندحر هي وأدواتها الإرهابية. فمعارك الجلاء لن تنتهي إلا بتحرير كامل الجولان وعودته إلى السيادة الوطنية السورية.

إن إحياء السوريين ذكرى الجلاء وهم يواجهون الحرب العدوانية على بلدهم يؤكد أنهم أهل لحمل راية النضال التي تمسك بها الآباء والأجداد. وأن الانتصار على الاحتلالين العثماني والفرنسي وما تبعه من انتصارات في حرب تشرين التحريرية والتصدي للعدو الإسرائيلي خلال اجتياحه لبنان ودعم المقاومة يضيء الدرب لإنجاز النصر المؤزر على الإرهاب وداعميه وتطهير التراب السوري وطرد المحتلين وعملائهم.

إن الذكرى الثامنة والسبعين لعيد الجلاء تستنهض فينا  الهمم لمواصلة الطريق الذي خطه الآباء والأجداد في مقارعة الاستعمار والعدوان، فعيد الجلاء كان ثمرة عقود من الكفاح والنضال الشعبي ضد الاستعمار في سبيل تحرير الأرض والحفاظ على الوحدة الوطنية. وسيبقى يوم الجلاء يوماً خالداً في التاريخ وشاهداً حي على أن التضحيات والصمود وإرادة الانتصار تحقق المعجزات. وستبقى مسيرة النصر والجلاء متواصلة ومتجددة حتى تحقيق النصر على الإرهاب وإفشال المؤامرة الخبيثة على الوطن.  وسيبقى الشعب السوري الذي استطاع بإرادته القوية طرد المستعمر الفرنسي قادر على الصمود وطرد المرتزقة والإرهابيين وتحرير كامل الأراضي السورية المحتلة .

تحية الإجلال والتقدير لصانع الانتصارات العظيمة، وباني سورية الحديثة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.

تحية للجيش العربي السوري أحفاد صانعي الجلاء وحاملي راية الوطن .

تحية لشهدائنا الأبرار الذي رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن.

وكل عام وأنتم بألف خير

جديد النشاطات