ثورة البعث.. معان ودلالات

بقلم : أحمد صالح إبراهيم
رئيس الاتحاد العام للفلاحين
تأتي الذكرى الواحدة والستين لثورة الثامن من آذار ونحن نعيش مرحلة حساسة ودقيقة يخوضها حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي، وهي انتخابات اللجنة المركزية للحزب وذلك لاعتبارها مرحلة مفصلية واستثنائية في حياة الحزب والوطن، وتجديداً لروح الحزب النضالية، وتؤسس لمخرجات تخدم العمل الحزبي والعمل الوطني بما يرسخ القاعدة الشعبية للحزب.
كما يعتبر هذا الاستحقاق رسالة تحدي لكل من راهن على الوحدة الوطنية لسورية، وواجباً وطنياً لكل رفيق بعثي قادر على خوض الانتخابات، وتنطبق عليه الشروط المطلوبة لإضافة شيء جديد وإيجابي لمسيرة الحزب والبعث. فمعركتنا مستمرة وتتطلّب من الجميع وخاصة البعثيين أن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية لإعادة الإعمار، والنهوض بالوطن، ليواصل مشروعه القومي في الدفاع عن حقوق الأمة وقضاياها المصيرية والمستقبلية.
وتمر ذكرى ثورة البعث ومازالت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي رداً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، ومازال الشعب العربي الفلسطيني الأعزل يتعرض لأبشع جريمة إبادة جماعية مفتوحة لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلاً في ظل صمت أممي ودولي، وغطاء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية من خلال استخدامها حق النقض الفيتو للمرة الرابعة في مجلس الأمن ضد مشاريع قرار تقدمت به العديد من الدول لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وذلك في الوقت الذي بقيت فيه سورية القوية المنيعة والضمانة الأكيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وتمثل ثورة الثامن من آذار استكمالاً لصفحات المقاومة ضد الاحتلال وتحقيق الجلاء، فمنذ انطلاقتها عام 1963 شهدت سورية تطورات نوعية في مواجهة العدو نفسه الذي نتصدى له اليوم، متمثلاً بالعدو الصهيوني وقوى الهيمنة والإرهاب وجميع أشكال التدخل والاستعمار الجديد. كما شكلت ثورة البعث منعطفاً تاريخياً مهماً في مسيرة حركة التحرر العربية وأعادت النضال العربي إلى مساره الصحيح في مقاومة المخططات الاستعمارية والصهيونية.
ومحلياً جاءت ثورة الثامن من آذار التي قادتها وفجرتها قواعد وجماهير حزب البعث العربي الاشتراكي انتصاراً للكادحين من العمال والفلاحين وقوى الشعب التي تسعى إلى بناء مجتمع قومي قوي مبني على العدالة والمساواة، ويرتكز على أسس حضارية متقدمة تحارب كل ما صنعه الاستعمار من تجزئة ومفرزات سامة.
لقد أحدثت ثورة الثامن من آذار نقلة مهمة في تاريخ سورية السياسي والاقتصادي والاجتماعي منذ قيامها، ووضعت الأسس والركائز الأولى لبناء سورية الحديثة. لتأتي بعدها الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد لتصحح مسار الثورة وتصوبه بالعمل الدؤوب على صعيد تأطير جميع القوى الفاعلة في المجتمع بجبهة وطنية تقدمية عريضة، تضم كل القوى والأحزاب السياسية على الساحة السورية، وإرساء دولة القانون والمؤسسات، وترسيخ الحياة الدستورية والتشريعية والشعبية والنقابية.
ثم ليستمر نهج مسيرة التصحيح والتطوير والتحديث بقيادة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي يتابع مسيرة الانجازات والعطاءات رغم ما تعرضت له بلدنا من جرائم الإرهاب وممارساته التدميرية والتخريبية وذلك بإقرار دستور جديد وإصدار قوانين الإدارة المحلية والإعلام والأحزاب وغيرها وإجراء الانتخابات والاستحقاقات الدستورية والتشريعية في مواعيدها المقررة لتبقى سورية بذلك منبت الثورة الحقيقية. فنهج التطوير والتحديث الذي أطلقه سيادته جاء إكمالاً لمسيرة العمل المؤسساتي وتعزيز عوامل القدرة الذاتية والقوة الداخلية، والسعي الحثيث لرفع معدلات النمو والتنمية الشاملة، في مرحلة من أخطر المراحل التي مرت في تاريخ سورية المعاصر، وهذا ما تكرس جلياً من خلال التصدي للمؤامرة الكونية والحصار الجائر المفروض عليها منذ ثلاثة عشرة عاماً من قوى الشر والعدوان والإرهاب وداعميهم ومموليهم.
وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا يعاهد فلاحو الوطن أن تكون معاني هذه الذكرى حافزاً للفلاحين على امتداد ساحات الوطن للمشاركة الفعالة في مسيرة البناء وإعادة الأعمار لسورية الجديدة المتجددة والمنتصرة.
كما يتقدم فلاحو الوطن بأسمى معاني الوفاء والولاء للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، ولأبطال جيشنا العربي السوري، وبأحر آيات التقدير والإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار مشاعل النور التي أضاءت لنا طريق الحرية والكرامة. وكل عام وأنتم بألف خير.
جديد النشاطات